الخميس، 21 نوفمبر 2013

ولأنها تبكي تحت المطر، تخافهُ كما تشتاقُه..
تخافُ أن تغدُر بها الحشْرَجةُ ويلْوِيها الصّدى لآذانٍ لا تُنصِتْ.
أُنثى بلونٍ أسمر كَبَوحِها،
لا يهُمّا دفء جسدها أكثر من أن يَطهُر قلبُها من المِلح.
وحيدةٌ تبكي، و وحيدةٌ تقفِز. و وحيدةٌ تُداري برْدَ الرّوح.
عرفتْ مؤخرًا أن الدّعاء حين يرتفِع بأهدابٍ مُبلّلة،
تعودُ بهِ السماءُ عذبًا.. ليُرطّبَ الفؤاد المُتشقّق.

تعقِدُها علاقة تَألُّهٍ مع الله.. لا تدريها غيرُ الطبيعة.

الطبيعةُ الّتي تستفِزّ سُكون الأسئلة..
الماءُ الصافي، كيف يبكي تكدّرَه؟
أتُراهُ التبخّر تنهّدًا؟
الوردُ المسحور بلمسَةِ النّدى، كيف يقوى الوقوف؟
أتراهُ يجهلُ سِرّ العِشق؟
الخطوةُ العاثِرة، الرُّكَبُ الجاثِمة، ورعشةُ الشّفَاه، والجبين المُتعرّج إِثْرَ انفِلاتِ الدّمع،
دلائل الرّكونِ الأخير لأحضانِ الستائر..

رُبما كان على قلبِ الأُنثى الزّجاجِيّ أن تمتلئ شظاياهُ الصّامِدة بمعانٍ كهذِه ليكبُرَ ويكونَ مرآةً لِ فتى..


شفافيّتُها مع السماءِ تُنبِتُ في صدرها شجرةٌ من كلام،

ظِلّها يمتدّ حتى يجدَ عُنقودًا في صَدرِ الرّاحة..

في آخِر مرة تحادَثثْ مع السماءِ المُتهَكّمة بالسّواد،

قالت لها: كم أشتاقُ أن تكون لكِ أذرُع من غمَام أبيض.. لتزرعَ فيّ حُبّ الصعود والاحتضان.
تقولُ هذا وهي تفترشُ الأرض تارِكةً شعرَها ويدَيْها للهواءِ ولله.

بادَلتْها الآفاقُ معنى "واستعينوا بالصّبرِ  والصلاة"..

وكيف تكون الصلاةُ في مِحراب الحياةِ بالحُبّ.

أُنثى تعرفُ ماهِيّةُ الفقدِ، ويُفزِعُها صوت تحطّم الزجاج.

آهٍ من الحقائق المنقوصةِ في هذا العالم الرّخْو.

*بالمناسبة، هذه الفتاة تبكي كلما أنهت كتابة نص*



ْ

ِ